بكى لضباط السجن واعتبر الحكم ضده ظالما ولم يتقبل الطعام إلا من نجله جمال
القاهرة: أحمد إمبابي
قال أحد المحامين المتطوعين للدفاع عن الرئيس السابق حسني مبارك إنهم تقدموا بطلب إلى رئيس مصلحة السجون لنقل مبارك من مستشفى سجن طرة، بعد تردي أوضاعه الصحية منذ نقله إليه، عقب الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية الاشتراك في قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 من يناير (كانون الثاني).
وقال المحامي يسري عبد الرازق لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع الصحية لمبارك متدهورة للغاية، وإن استعدادات مستشفى السجن غير كافية للتعامل مع حالته الصحية، مشيرا إلى أنهم قدموا طلبا بحضور عشرات من مؤيدي مبارك وأمهلوا مصلحة السجون 48 ساعة لنقل مبارك، وإلا سيصعدون الموقف بالاعتصام أمام مصلحة السجون.
وقال عبد الرازق إن مستشفى السجن لا يوجد به أي إمكانيات صحية، مشيرا إلى أنهم يحملون المسؤولية لمجلس الشعب ورئيس لجنة الصحة به الدكتور أكرم الشاعر الذي أصدر تقريرا بصلاحية مستشفى السجن لاستقبال مبارك وهو على خصومة سياسية معه كونه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر محامو مبارك أن هذه محاولة لاغتياله داخل السجن، وأنهم قدموا شكاوى إلى منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات الدولية لسوء معاملة إدارة السجن مع مبارك.
يأتي ذلك في الوقت الذي فرضت فيه مصلحة السجون سياجا سريا على الوضع الصحي لمبارك داخل مستشفى السجن، ورفض اللواء محمد نجيب رئيس مصلحة السجون في اتصال هاتفي تحديد الموقف الصحي لمبارك داخل السجن بعد الأنباء التي ترددت بالأمس عن تدهور حالته الصحية.
وكان نجيب قد أشار في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحالة الصحية لمبارك متأخرة نتيجة لإصابته بخشونة بالركبة واضطرابات في القلب وارتفاع شديد في ضغط الدم، مشيرا إلى أنه يسير وفقا للبرنامج العلاجي المحدد من قبل الأطباء.
إلى ذلك، أصدر مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون قرارا بنقل جمال مبارك من محبسه بسجن ملحق المزرعة إلى سجن المزرعة حتى يكون قريبا من والده الرئيس السابق.
وكان جمال وعلاء قد تقدما بطلب للعودة إلى سجن المزرعة الذي كانا يقيمان به لمدة عام تقريبا طبقا لمادة «لم الشمل» التي تتيح تجميع المساجين الأشقاء والأبناء مع والديهم داخل سجن واحد ما لم يرتكب أي منهم أي مخالفات أو جرائم تحول دون ذلك، وبعد دراسة الطلب تم الاكتفاء بنقل جمال مبارك إلى جوار والده وعدم البت في طلب علاء حتى الآن.
ونقلت صحف محلية أمس أن مبارك انتابته حالة عصبية شديدة رفض بسببها التعامل مع كل من حوله حتى أطباء مستشفى السجن وطاقم التمريض، مؤكدا عدم ثقته في أي حديث يتم معه، كما رفض مبارك تناول الطعام من طاقم التمريض والأطباء ولم يتقبله إلا من نجله. وأكد في حديثه الباكي لضباط السجن أن ما صدر ضده من أحكام إنما هو حكم ظالم، خصوصا أنه لم يصدر تعليمات بالتعامل مع الثوار المصريين بالقتل، وإنما هي كانت تصرفات وزير داخليته حتى يتمكن من البقاء في منصبه.
وذكرت الصحف أن القلق والحزن يفتكان بنجل الرئيس الثاني علاء مبارك والمودع بمفرده داخل محبسه بسجن ملحق المزرعة، كونه لا يعلم موقف صحة والده، كما رفضت إدارة السجن أيضا طلب زيارة سوزان ثابت لزوجها ونجليها نظرا لاستنفاد عدد مرات الزيارة الاستثنائية والرسمية وأنه غير مصرح بالزيارة حتى ولو صدرت من النيابة العامة لمبارك بصفته محكوما عليه.
المصدر: حصرياً لأخبارنا اليوم